إنه فكَّر في نفسه، وهيَّأ ما يقوله من الطعن في محمد والقرآن، فَلُعِن، واستحق بذلك الهلاك، كيف أعدَّ في نفسه هذا الطعن؟ ثم لُعِن كذلك، ثم تأمَّل فيما قدَّر وهيَّأ من الطعن في القرآن، ثم قطَّب وجهه، واشتدَّ في العبوس والكُلُوح لـمَّا ضاقت عليه الحيل، ولم يجد مطعنًا يطعن به في القرآن، ثم رجع معرضًا عن الحق، وتعاظم أن يعترف به، فقال عن القرآن: ما هذا الذي يقوله محمد إلا سحر يُنْقل عن الأولين، ما هذا إلا كلام المخلوقين تعلَّمه محمد منهم، ثم ادَّعى أنه من عند الله.
تفسير ابن كثير
ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ|||
أي صرف عن الحق ورجع القهقرى مستكبرا عن الانقياد للقرآن.
تفسير ابن جرير الطبري
ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ|||
وقوله : ( ثم أدبر واستكبر ) يقول تعالى ذكره : ثم ولى عن الإيمان والتصديق [ ص: 26 ] بما أنزل الله من كتابه ، واستكبر عن الإقرار بالحق