يقول تعالى : ( والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) ومعناه : أنه يفتح لهم أبواب الرزق ووجوه المعاش في الدنيا ، حتى يغتروا بما هم فيه ويعتقدوا أنهم على شيء ، كما قال تعالى : ( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ) [ الأنعام : 44 ، 45 ]
القول في تأويل قوله : وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (182)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: والذين كذبوا بأدلتنا وأعلامِنا, فجحدوها ولم يتذكروا بها, سنمهله بغِرَّته ونـزين له سوء عمله, (27) حتى يحسب أنه فيما هو عليه من تكذيبه بآيات الله إلى نفسه محسن, وحتى يبلغ الغايةَ التي كُتِبَتْ له من المَهَل, ثم يأخذه بأعماله السيئة, فيجازيه بها من العقوبة ما قد أعدَّ له. وذلك استدراج الله إياه.
* * *
وأصل " الاستدراج " اغترارُ المستدرَج بلطف من [استدرجه]، (28) حيث يرى المستدرَج أن المستدرِج إليه محسنٌ، حتى يورِّطه مكروهًا.
* * *
وقد بينا وجه فعل الله ذلك بأهل الكفر به فيما مضى، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. (29)
----------------
الهوامش :
(27) فاجأنا أبو جعفر بطرح ضمير الجمع منصرفاً إلى ضمير المفرد ، وهو غريب جداً . ولكن هكذا هو في المخطوطة والمطبوعة . وتركته على حاله ، لأني أظن أن أبا جعفر كان أحياناً يستغرقه ما يريد أن يكتب ، فربما مال به الفكر من شق الكلام إلى شق غيره . وقد مضى مثل ذلك في بعض المواضع ، حيث أشرت إليها . وهذا مفيد في معرفة تأليف المؤلفين ، وما الذي يعتريهم وهم يكتبون . ولذلك لم أغيره ، احتفاظاً بخصائص ما كتب أبو جعفر . وأنا أستبعد أن يكون ذلك من الناسخ ، لأن الجملة أطول من يسهو الناسخ في نفلها كل هذا السهو ، ويدخل في جميع ضمائرها كل هذا التغيير . ثم انظر ما سيأتي ص : 338 ، تعليق : 2 .
(28) ما بين القوسين ، ساقط من المخطوطة والمطبوعة ، والسياق يقتضيها كما ترى .
(29) غاب عني موضعه فلم أجده .
Quran Translation Sura Al-A'raaf aya 182
But those who deny Our signs - We will progressively lead them [to destruction] from where they do not know.