( ذلك مبلغهم من العلم ) أي : طلب الدنيا والسعي لها هو غاية ما وصلوا إليه .
وقد روى الإمام أحمد عن أم المؤمنين عائشة [ رضي الله عنها ] قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ، ولها يجمع من لا عقل له " وفي الدعاء المأثور : " اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا " .
وقوله : ( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ) أي : هو الخالق لجميع المخلوقات ، والعالم بمصالح عباده ، وهو الذي يهدي من يشاء ، ويضل من يشاء ، وذلك كله عن قدرته وعلمه وحكمته ، وهو العادل الذي لا يجور أبدا ، لا في شرعه ولا في قدره .
القول في تأويل قوله تعالى : ( ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى ( 30 ) )
يقول - تعالى ذكره - : هذا الذي يقوله هؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة في الملائكة من تسميتهم إياها تسمية الأنثى ( مبلغهم من العلم ) يقول : ليس لهم علم إلا هذا الكفر بالله ، والشرك به على وجه الظن بغير يقين علم .
وكان ابن زيد يقول في ذلك ، ما حدثني يونس قال : أخبرنا ابن [ ص: 531 ] وهب قال : قال ابن زيد في قوله ( فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم ) قال : يقول ليس لهم علم إلا الذي هم فيه من الكفر برسول الله ، ومكايدتهم لما جاء من عند الله ، قال : وهؤلاء أهل الشرك .
وقوله ( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ) يقول - تعالى ذكره - : إن ربك يا محمد هو أعلم بمن جار عن طريقه فى سابق علمه ، فلا يؤمن ، وذلك الطريق هو الإسلام ( وهو أعلم بمن اهتدى ) يقول : وربك أعلم بمن أصاب طريقه فسلكه في سياق علمه ، وذلك الطريق أيضا الإسلام .
Quran Translation Sura An-Najm aya 30
That is their sum of knowledge. Indeed, your Lord is most knowing of who strays from His way, and He is most knowing of who is guided.