"أن أدوا إلى عباد الله" كقوله عز وجل "أن أرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بأية من ربك والسلام على من اتبع الهدى" وقوله جل وعلا "إني لكم رسول أمين" أي مأمون على ما أبلغكموه.
وقوله ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ) يقول تعالى ذكره: وجاء قوم فرعون رسول من الله كريم عليه بأن ادفعوا إليّ, ومعنى " أدوا ": ادفعوا إليّ فأرسلوا معي واتبعون, وهو نحو قوله أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فأن في قوله ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ ) نصب, وعباد الله نصب بقوله (أَدُّوا) وقد تأوله قوم: أن أدّوا إليّ يا عباد الله, فعلى هذا التأويل عباد الله نصب على النداء.
وبنحو الذي قلنا في تأويل ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ) قال: يقول: اتبعوني إلى ما أدعوكم إليه من الحق.
حدثني محمد بن عمرو, قال: يقول : ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ) قال: أرسلوا معي بني إسرائيل.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ) قال: بني إسرائيل.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ) يعني به بني إسرائيل, قال لفرعون: علام تحبس هؤلاء القوم, قوما أحرارا اتخذتهم عبيدا, خلّ سبيلهم.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد في قوله ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ) قال: يقول: أرسل عباد الله معي, يعني بني إسرائيل, وقرأ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قال: ذلك قوله ( أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ) قال: ردّهم إلينا.
وقوله ( إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ) يقول: إني لكم أيها القوم رسول من الله أرسلني إليكم لا يدرككم بأسه على كفركم به,(أمين) : يقول: أمين على وحيه ورسالته التي أوعدنيها إليكم.
Quran Translation Sura Ad-Dukhaan aya 18
[Saying], "Render to me the servants of Allah. Indeed, I am to you a trustworthy messenger,"