أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله
(للإنتقال إلى الصفحة الرئيسية للموسوعة الإسلامية اضغط هنا)



عودة إلى السورة

تفسير: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (سورة آل عمران الآية 195)

    القرآن الكريم تفسير سورة آل عمران الآية رقم 195.
    قال اللهُ تعالى: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ [آل عمران: 195].


    التفاسير للآية 195 من سورة آل عمران


    التفسير الميسر


    فأجاب الله دعاءهم بأنه لا يضيع جهد مَن عمل منهم عملا صالحًا ذكرًا كان أو أنثى، وهم في أُخُوَّة الدين وقَبول الأعمال والجزاء عليها سواء، فالذين هاجروا رغبةً في رضا الله تعالى، وأُخرجوا من ديارهم، وأوذوا في طاعة ربهم وعبادتهم إيّاه، وقاتلوا وقُتِلوا في سبيل الله لإعلاء كلمته، ليسترنَّ الله عليهم ما ارتكبوه من المعاصي، كما سترها عليهم في الدنيا، فلا يحاسبهم عليها، وليدخلنَّهم جنات تجري من تحت قصورها وأشجارها الأنهار جزاء من عند الله، والله عنده حسن الثواب.


    تفسير ابن كثير


    فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ|||

    يقول تعالى : ( فاستجاب لهم ربهم ) أي : فأجابهم ربهم ، كما قال الشاعر :

    وداع دعا يا من يجيب إلى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب

    قال سعيد بن منصور : حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن سلمة ، رجل من آل أم سلمة ، قال : قالت أم سلمة : يا رسول الله ، لا نسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء ؟ فأنزل الله [ عز وجل ] ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ) إلى آخر الآية . وقالت الأنصار : هي أول ظعينة قدمت علينا .

    وقد رواه الحاكم في مستدركه من حديث سفيان بن عيينة ، ثم قال : صحيح على شرط البخاري ، ولم يخرجاه .

    وقد روى ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أم سلمة قالت : آخر آية أنزلت هذه الآية : ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ) إلى آخرها . رواه ابن مردويه .

    ومعنى الآية : أن المؤمنين ذوي الألباب لما سألوا - مما تقدم ذكره - فاستجاب لهم ربهم - عقب ذلك بفاء التعقيب ، كما قال تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) [ البقرة : 186 ] . وقوله : ( أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ) هذا تفسير للإجابة ، أي قال لهم مجيبا لهم : أنه لا يضيع عمل عامل لديه ، بل يوفي كل عامل بقسط عمله ، من ذكر أو أنثى .

    وقوله : ( بعضكم من بعض ) أي : جميعكم في ثوابي سواء ( فالذين هاجروا ) أي : تركوا دار الشرك وأتوا إلى دار الإيمان وفارقوا الأحباب والخلان والإخوان والجيران ، ( وأخرجوا من ديارهم ) أي : ضايقهم المشركون بالأذى حتى ألجئوهم إلى الخروج من بين أظهرهم ، ولهذا قال : ( وأوذوا في سبيلي ) أي : إنما كان ذنبهم إلى الناس أنهم آمنوا بالله وحده ، كما قال تعالى : ( يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم ) [ الممتحنة : 1 ] . وقال تعالى : ( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) [ البروج : 8 ] .

    وقوله : ( وقاتلوا وقتلوا ) وهذا أعلى المقامات أن يقاتل في سبيل الله ، فيعقر جواده ، ويعفر وجهه بدمه وترابه ، وقد ثبت في الصحيح أن رجلا قال : يا رسول الله ، أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر ، أيكفر الله عني خطاياي ؟ قال : " نعم " ثم قال : " كيف قلت ؟ " : فأعاد عليه ما قال ، فقال : " نعم ، إلا الدين ، قاله لي جبريل آنفا " .

    ولهذا قال تعالى : ( لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ) أي : تجري في خلالها الأنهار من أنواع المشارب ، من لبن وعسل وخمر وماء غير آسن وغير ذلك ، مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .

    وقوله : ( ثوابا من عند الله ) أضافه إليه ونسبه إليه ليدل على أنه عظيم ، لأن العظيم الكريم لا يعطي إلا جزيلا كثيرا ، كما قال الشاعر :

    إن يعذب يكن غراما وإن يع ط جزيلا فإنه لا يبالي

    وقوله : ( والله عنده حسن الثواب ) أي : عنده حسن الجزاء لمن عمل صالحا .

    قال ابن أبي حاتم : ذكر عن دحيم بن إبراهيم : حدثنا الوليد بن مسلم ، أخبرني حريز بن عثمان : أن شداد بن أوس كان يقول : يا أيها الناس ، لا تتهموا الله في قضائه ، فإنه لا يبغي على مؤمن ، فإذا نزل بأحدكم شيء مما يحب فليحمد الله ، وإذا نزل به شيء مما يكره فليصبر وليحتسب ، فإن الله عنده حسن الثواب .




    تفسير ابن جرير الطبري


    فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ|||

    القول في تأويل قوله : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ

    قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره: فأجاب هؤلاء الداعين= بما وصف من أدعيتهم أنهم دعوا به (1) = ربُّهم، بأني لا أضيع عمل عامل منكم عمل خيرًا، ذكرًا كان العامل أو أنثى.

    * * *

    وذكر أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بال الرجال يُذكرون ولا تذكر النساء في الهجرة "؟ فأنـزل الله تبارك وتعالى في ذلك هذه الآية.

    8367 - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا مؤمل قال، حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: قالت أم سلمة: يا رسول الله، تُذكر الرجال في الهجرة ولا نذكر؟ فنـزلت: " أنّي لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى "، الآية. (2)

    8368 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: سمعت رجلا من ولد أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قالت أم سلمة: يا رسول الله، لا أسمع الله يذكر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنـزل الله تبارك وتعالى: " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ".

    8369 - حدثنا الربيع بن سليمان قال، حدثنا أسد بن موسى قال، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن رجل من ولد أم سلمة، عن أم سلمة: أنها قالت: يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنـزل الله تعالى: " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عملٍ عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ". (3)

    * * *

    وقيل: " فاستجاب لهم " بمعنى: فأجابهم، كما قال الشاعر: (4)

    وَدَاٍع دَعَـا يَـا مَـنْ يُجِيبُ إلَى النَّدَى?

    فَلَــم يَسْــتَجِبْهُ عِنْـدَ ذَاكَ مُجِـيبُ (5)

    بمعنى: فلم يجبه عند ذاك مجيب.

    * * *

    وأدخلت " من " في قوله: " من ذكر أو أنثى " على الترجمة والتفسير عن قوله: (6) " منكم "، بمعنى: " لا أضيع عمل عامل منكم "، من الذكور والإناث. وليست " من " هذه بالتي يجوز إسقاطها وحذفها من الكلام في الجحد، (7) لأنها دخلت بمعنى لا يصلح الكلام إلا به.

    * * *

    وزعم بعض نحويي البصرة أنها دخلت في هذا الموضع كما تدخل في قولهم: " قد كان من حديث "، قال: و " من " ههنا أحسن، لأن النهي قد دخل في قوله: " لا أضيع ".

    * * *

    وأنكر ذلك بعض نحويي الكوفة وقال: = لا تدخل " من " وتخرج إلا في موضع الجَحد. (8) وقال: قوله: " لا أضيع عمل عامل منكم "، لم يدركه الجحد، لأنك لا تقول: " لا أضرب غلام رجل في الدار ولا في البيت "، فتدخل،" ولا "، (9) لأنه لم ينله الجحد، ولكن " مِنْ" مفسرة. (10)

    * * *

    وأما قوله: " بعضكم من بعض "، فإنه يعني: بعضكم= أيها المؤمنون الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم= من بعض، في النصرة والملة والدين، (11) وحكم جميعكم فيما أنا بكم فاعل، على حكم أحدكم في أني لا أضيع عمل ذكرٍ منكم ولا أنثى.

    * * *

    القول في تأويل قوله : فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)

    قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " فالذين هاجروا " قومَهم من أهل الكفر وعشيرتهم في الله، إلى إخوانهم من أهل الإيمان بالله، والتصديق برسوله، (12) " وأخرجوا من ديارهم "، وهم المهاجرون الذين أخرجهم مشركو قريش من ديارهم بمكة=" وأوذوا في سبيلي"، يعني: وأوذوا في طاعتهم ربَّهم، وعبادتهم إياه مخلصين له الدين، وذلك هو " سبيل الله " التي آذى فيها المشركون من أهل مكة المؤمنين برسول الله صلى الله عليه وسلم من أهلها (13) =" وَقَاتَلُوا " يعني: وقاتلوا في سبيل الله =" وقتلوا " فيها (14) =" لأكفرن عنهم سيئاتهم "، يعني: لأمحونها عنهم، ولأتفضلن عليهم بعفوي ورحمتي، ولأغفرنها لهم (15) =" ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابًا "، يعني: جزاء لهم على ما عملوا وأبلوا في الله وفي سبيله (16) =" من عند الله "، يعني: من قبل الله لهم (17) =" والله عنده حسن الثواب "، يعني: أن الله عنده من جزاء أعمالهم جميع صنوفه، وذلك ما لا يبلغه وصف واصفٍ، لأنه مما لا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خَطَر على قلب بشر، كما:-

    8370 - حدثنا عبد الرحمن بن وهب قال، حدثنا عمي عبد الله بن وهب قال، حدثني عمرو بن الحارث: أن أبا عشانة المعافري حدثه: أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ثلة تدخل الجنة لفقراء المهاجرين الذين تُتَّقَى بهم المكاره، إذا أمروا سمعوا وأطاعوا، وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان، لم تقض حتى يموت وهي في صدره، وأن الله يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول: " أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقتلوا، وأوذوا في سبيلي، وجاهدوا في سبيلي؟ ادخلوا الجنة "، فيدخلونها بغير عذاب ولا حساب، وتأتي الملائكة فيسجدون ويقولون: " ربنا نحن نسبح لك الليل والنهار، ونقدس لك، مَنْ هؤلاء الذين آثرتهم علينا " فيقول الرب جل ثناؤه: " هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي". فتدخل الملائكة عليهم من كل باب: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ . (18) [سورة الرعد: 24]

    * * *

    قال أبو جعفر: واختلفت القرأة في قراءة قوله: " وقاتلوا وقتلوا ".

    * * *

    فقرأه بعضهم: ( " وَقَتَلُوا وَقُتِّلُوا " ) بالتخفيف، بمعنى: أنهم قتلوا من قتلوا من المشركين.

    * * *

    وقرأ ذلك آخرون: ( وَقَاتَلُوا وَقُتِّلُوا ) بتشديد " قتَلوا "، بمعنى: أنهم قاتلوا المشركين وقتَّلهم المشركون، بعضًا بعد بعض، وقتلا بعد قتل.

    * * *

    وقرأ ذلك عامة قرأة المدينة وبعض الكوفيين: ( وَقَاتَلُوا وَقَتَلُوا ) بالتخفيف، بمعنى: أنهم قاتلوا المشركين وقَتَلوا.

    * * *

    وقرأ ذلك عامة قرأة الكوفيين: " وَقُتِلُوا " بالتخفيف." وقاتلوا "، بمعنى: أن بعضهم قُتِل، وقاتل من بقي منهم.

    * * *

    قال أبو جعفر: والقراءة التي لا أستجيز أن أعدوها، إحدى هاتين القراءتين، وهي: " وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا " بالتخفيف، أو " وَقَتَلُوا " بالتخفيف " وَقَاتَلُوا " لأنها القراءة المنقولة نقل وراثةٍ، وما عداهما فشاذ. وبأيّ هاتين القراءتين التي ذكرت أني لا أستجيز أن أعدوَهما، قرأ قارئ فمصيب في ذلك الصوابَ من القراءة، لاستفاضة القراءة بكل واحدة منهما في قرأة الإسلام، مع اتفاق معنييهما.

    ------------------

    الهوامش :

    (1) في المطبوعة"فأجاب هؤلاء الداعين بما وصف الله عنهم أنهم دعوا به ربهم..." وهو كلام لا يستقيم. وفي المخطوطة: "فأجاب الله هؤلاء الداعين بما وصف الله عنهم أنهم دعوه به ربهم.." وهو أيضًا غير مستقيم ، والصواب الراجح ما أثبت. لأن الله عدد أدعيتهم التي دعوه بها قبل في الآيات السالفة ، فكان صوابًا أن يذكرها إجمالا في بيان تفسير الآية. وغير مستقيم في العربية أن يقال: "وصف عن فلان كذا" ، فلذلك رجحت قراءتها كما أثبت. والناسخ كما ترى كثير السهو والغلط.

    وسياق الكلام"فأجاب هؤلاء الداعين... ربهم" برفع"ربهم" ، وما بينهما فصل في السياق ، وهو تأويل قوله: "فاستجاب لهم ربهم".

    (2) الحديث: 8367 - هذا إسناد صحيح. ومؤمل: هو ابن إسماعيل ، وهو ثقة ، كما ذكرنا في: 2057.

    سفيان - هنا - : هو الثوري ، وإن كان مؤمل يروى أيضا عن ابن عيينة. ولكن بين أنه الثوري في رواية الحاكم ، كما سنذكر في التخريج ، إن شاء الله.

    والحديث رواه الطبري أيضا ، فيما يأتي في تفسير الآية: 25 من سورة الأحزاب (ج22 ص8 بولاق) ، عن ابن حميد ، عن مؤمل ، بهذا الإسناد. وذكره سببًا لنزول تلك الآية.

    والحديث مروي على أنه سبب في نزول هذه الآية وتلك.

    فرواه الحاكم في المستدرك 2: 416 ، من طريق الحسين بن حفص ، عن سفيان بن سعيد [وهو الثوري] ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أم سلمة ، قالت: "قلت: يا رسول الله ، يذكر الرجال ولا يذكر النساء؟ فأنزل الله عز وجل: "إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات" الآية ، وأنزل: "أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.

    والحسين بن حفص الهمداني الإصبهاني: ثقة ، كما ذكرنا في شرح: 2435.

    وقد ذكر ابن كثير رواية الطبري الأخرى ، في سورة الأحزاب 6: 533 ، غير منسوب.

    ورواه أحمد في المسند 6: 301 (حلبى) ، سببًا لنزول آية الأحزاب. رواه من وجهين ، جمعهما في إسناد واحد: من رواية عبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، ومن رواية عبد الرحمن بن شيبة المكي الحجبي = كلاهما عن أم سلمة.

    ثم أعاده مرة أخرى ، ص: 305 من الوجهين ، فرقهما إسنادين.

    ورواه المزي في تهذيب الكمال ، في ترجمة"عبد الرحمن بن شيبة" ، بإسناده إليه.

    وذكر الحافظ في تهذيب التهذيب أن النسائي رواه في التفسير من طريق عبد الرحمن. فهو في السنن الكبرى.

    ورواه الطبري ، فيما سيأتي (ج22 ص8 بولاق) ، من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أم سلمة - سببًا لنزول آية الأحزاب.

    ويحيى بن عبد الرحمن: تابعي ثقة جليل رفيع القدر.

    وذكر ابن كثير 6: 533 أنه رواه النسائي من طريقه ثم أشار إلى رواية الطبري إياه.

    وانظر أيضا الدر المنثور 5: 200.

    فالحديث في الموضعين في الطبري ، من طريق مجاهد = مختصر.

    وانظر الروايتين التاليتين لهذا.

    (3) الحديثان: 8368 ، 8369 - الرجل من ولد أم سلمة: أبهم هنا ، ولكنه عرف من إسناد آخر.

    وكذلك ذكره الترمذي في روايته مبهمًا.

    فرواه 4: 88 ، عن ابن أبي عمر ، عن سفيان -وهو ابن عيينة- بهذا الإسناد.

    وكذلك أبهمه سعيد بن منصور: فرواه عن سفيان ، به. فيما نقله عنه ابن كثير في التفسير 2: 326.

    وبينه الحاكم في المستدرك.

    فرواه 2: 300 ، من طريق يعقوب بن حميد: "حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن سلمة بن أبي سلمة: رجل من ولد أم سلمة ، عن أم سلمة".

    وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ، ولم يخرجاه. سمعت أبا أحمد الحافظ - وذكر في بحثين في كتاب البخاري: يعقوب عن سفيان ، ويعقوب عن الدراوردي = فقال أبو أحمد: هو يعقوب بن حميد". والذهبي وافق الحاكم على أنه على شرط البخاري.

    ويعقوب بن حميد بن كاسب: مضى توثيقه في: 4779 ، 4880 ، ومضى اعتراض الذهبي على الحاكم في تصحيح حديثه هناك. فالعجب أن يوافقه هنا!

    و"سلمة بن أبي سلمة" هذا: هو"سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة" ، نسب إلى جده الأعلى. وبعضهم يذكر نسبه كاملا ، وبعضهم ينسبه لجده ، يقول: "سلمة بن عمر بن أبي سلمة". وأم سلمة أم المؤمنين: هي أم جده"عمر بن أبي سلمة".

    و"سلمة" هذا: مترجم في تهذيب التهذيب ، ولم يترجم في أصله"تهذيب الكمال". وله ترجمة في الكبير للبخاري 2 / 2 / 81 ، وابن أبي حاتم 2 / 1 / 166.

    والحديث ذكره السيوطي 2: 112 ، دون التقيد بتابعي معين عن أم سلمة ، وزاد نسبته لعبد الرزاق وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني.

    (4) كعب بن سعد الغنوي.

    (5) مضى البيت وتخريجه فيما سلف 1: 320 ، تعليق: 1 / 3: 483 ، تعليق: 1.

    (6) "الترجمة": البدل ، كما سلف في 2: 340 ، تعليق: 1 ، ص: 374 ، 420 ، 424 - 426. أما "التفسير" ، فكأنه عنى به"التبيين" ، ولم يرد التمييز ، وانظر فهرس المصطلحات في سائر الأجزاء السالفة.

    (7) انظر زيادة"من" في الجحد فيما سلف 2: 126 ، 127 ، 442 ، 470 / 5: 586.

    (8) انظر ما سلف 2: 127.

    (9) في المطبوعة"فيدخل" بالياء ، وهو خطأ ، وفي المخطوطة غير منقوطة ، وهذا صواب قراءتها.

    (10) يعني بقوله"مفسرة" مبينة ، وانظر التعليق السالف رقم : 1 .

    (11) في المطبوعة: "والمسألة والدين" ، والصواب من المخطوطة.

    (12) انظر تفسير"هاجر" فيما سلف 4: 317 ، 318.

    (13) انظر تفسير"سبيل الله" فيما سلف 3: 563 ، 583 ، 592 / 4: 318 / 5: 280 / 6: 230.

    (14) في المطبوعة والمخطوطة: "وقتلوا: يعني ، وقتلوا في سبيل الله ، وقاتلوا فيها" قدم وأخر في سياق الآية ، وفي سياقة المعنى ، والصواب ما أثبت ، وإن كانت إحدى القراءات تجيز ما كان في المخطوطة ، وانظر القراآت في الآية بعد.

    (15) انظر تفسير"التكفير" فيما سلف قريبًا ص: 482.

    (16) انظر تفسير"الثواب" فيما سلف 2: 458 / 7: 262 ، 304.

    (17) انظر تفسير"عند" فيما سلف 2: 501.

    (18) الحديث: 8370 - أبو عشانة ، بضم العين المهملة وتشديد الشين المعجمة ، المعافري ، بفتح الميم: هو حي بن يؤمن بن عجيل المصري. تابعي ثقة ، وثقه أحمد ، وابن معين ، وغيرهما. مترجم في التهذيب ، والكبير للبخاري 2 / 1 / 110 ، وابن سعد 7 / 2 / 201 ، وابن أبي حاتم 1 / 2 / 276.

    والحديث رواه الحاكم في المستدرك 2: 71- 72 ، من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن ابن وهب -وهو عبد الله- بهذا الإسناد ، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.

    ورواه أيضا الطبراني ، من طريق أحمد بن صالح ، عن ابن وهب - فيما نقل عنه ابن كثير 4: 519

    ورواه أحمد في المسند ، بنحوه: 6570 ، من طريق معروف بن سويد الجذامي ، عن أبي عشانة المعافري.

    ثم رواه - بنحوه أيضًا: 6571 ، من طريق ابن لهيعة ، عن أبي عشانة.

    ورواه أبو نعيم في الحلية - مختصرًا - من طريق معروف بن سويد 1: 347. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10: 259 ، من روايتي المسند ، وذكر في الأولى أنه رواه أيضًا البزار ، والطبراني ، "ورجالهم ثقات". وذكر في الثانية أنه رواه أيضًا الطبراني ، "ورجال الطبراني رجال الصحيح ، غير أبي عشانة ، وهو ثقة". وذكره السيوطي 2: 112 ، ونسبه لابن جرير ، وأبي الشيخ ، والطبراني والحاكم"وصححه" ، والبيهقي في الشعب.

    ثم ذكره مرة أخرى 4: 57- 58 ، ونسبه لأحمد ، والبزار ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، وأبي الشيخ ، والحاكم"وصححه" ، وابن مردويه ، وأبي نعيم في الحلية ، والبيهقي في شعب الإيمان.

    ولم يذكره ابن كثير في هذا الموضع ، بل ذكره في ذاك الموضع ، في تفسير سورة الرعد ، كما أشرنا إليه.




    English Saheeh International Translation


    Quran Translation Sura Aal-Imran aya 195

    And their Lord responded to them, "Never will I allow to be lost the work of [any] worker among you, whether male or female; you are of one another. So those who emigrated or were evicted from their homes or were harmed in My cause or fought or were killed - I will surely remove from them their misdeeds, and I will surely admit them to gardens beneath which rivers flow as reward from Allah, and Allah has with Him the best reward."

    لتحميل المصحف القرآن الكريم بصيغة PDF اضغط هنا
    تحميل تفسير ابن كثير بصيغة PDF اضغط هنا
    تحميل تفسير ابن جرير الطبري بصيغة PDF اضغط هنا
    تحميل القرآن الكريم المصحف الوسط بصيغة PDF اضغط هنا
    تحميل التفسير الميسر طباعة مجمع الملك فهد بصيغة PDF اضغط هنا