( فأسقط علينا كسفا من السماء ) : قال الضحاك : جانبا من السماء . وقال قتادة : قطعا من السماء . وقال السدي : عذابا من السماء . وهذا شبيه بما قالت قريش فيما أخبر الله عنهم في قوله تعالى : ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا ) ، إلى أن قالوا : ( أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا ) [ الإسراء : 90 - 92 ] . وقوله : ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) [ الأنفال : 32 ] ، وهكذا قال هؤلاء الكفرة الجهلة : ( فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين ) .
فإن كنت صادقا فيما تقول بأنك رسول الله كما تزعم ( فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ ) يعني قطعا من السماء, وهي جمع كِسفة, جمع كذلك كما تجمع تمرة: تمرا (2) .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثنا معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( كسفا ) يقول: قِطَعا.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول, في قوله: ( كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ ) : جانبا من السماء.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ ) قال: ناحية من السماء, عذاب ذلك الكسف.
--------------------------------
الهوامش :
(2) كذا في الأصل وقياس الجمع الأخير على ما قبله ليس بواضح
Quran Translation Sura Ash-Shu'araa aya 187
So cause to fall upon us fragments of the sky, if you should be of the truthful."