ثم قالوا : ( ما أنت إلا بشر مثلنا ) يعني : فكيف أوحي إليك دوننا ؟ كما قالوا في الآية الأخرى : ( أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر ) [ القمر : 25 ، 26 ] .
ثم إنهم اقترحوا عليه آية يأتيهم بها ، ليعلموا صدقه بما جاءهم به من ربهم فطلبوا منه - وقد اجتمع ملؤهم - أن يخرج لهم الآن من هذه الصخرة - وأشاروا إلى صخرة عندهم - ناقة عشراء من صفتها كذا وكذا . فعند ذلك أخذ عليهم نبي الله صالح العهود والمواثيق ، لئن أجابهم إلى ما سألوا ليؤمنن به ، [ وليصدقنه ] ، وليتبعنه ، فأنعموا بذلك . فقام نبي الله صالح ، عليه السلام ، فصلى ، ثم دعا الله عز وجل ، أن يجيبهم إلى سؤالهم ، فانفطرت تلك الصخرة التي أشاروا إليها عن ناقة عشراء ، على الصفة التي وصفوها . فآمن بعضهم وكفر أكثرهم
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل ثمود لنبيها صالح: ( مَا أَنْتَ -يَا صَالِحُ- إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا ) من بني آدم, تأكل ما نأكل, وتشرب ما نشرب, ولست بربّ ولا ملك, فعلام نتبعك؟ فإن كنت صادقا في قيلك, وأن الله أرسلك إلينا( فَأْتِ بِآيَةٍ ) يعني: بدلالة وحجة على أنك محقّ فيما تقول, إن كنت ممن صدقنا في دعواه أن الله أرسله إلينا.
وقد حدثنا أحمد بن عمرو البصري, قال: ثنا عمرو بن عاصم الكلابي, قال: ثنا داود بن أبي الفرات, قال: ثنا علباء بن أحمر, عن عكرمة, عن ابن عباس: أن صالحا النبيّ صلى الله عليه وسلم بعثه الله إلى قومه, فآمنوا به واتبعوه, فمات صالح, فرجعوا عن الإسلام, فأتاهم صالح, فقال لهم: أنا صالح, قالوا: إن كنت صادقا فأتنا بآية, فأتاهم بالناقة, فكذبوه وعقروها, فعذّبهم الله.
Quran Translation Sura Ash-Shu'araa aya 154
You are but a man like ourselves, so bring a sign, if you should be of the truthful."