يقول تعالى مخاطبا لموسى ، عليه السلام : إنه لبث مقيما في أهل " مدين " فارا من فرعون وملئه ، يرعى على صهره ، حتى انتهت المدة وانقضى الأجل ، ثم جاء موافقا لقدر الله وإرادته من غير ميعاد ، والأمر كله لله تبارك وتعالى ، وهو المسير عباده وخلقه فيما يشاء; ولهذا قال : ( ثم جئت على قدر يا موسى ) قال مجاهد : أي على موعد .
وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة في قوله : ( ثم جئت على قدر يا موسى ) قال : على قدر الرسالة والنبوة .
وقوله : ( واصطنعتك لنفسي ) أي : اصطفيتك واجتبيتك رسولا لنفسي ، أي : كما أريد وأشاء .
وقال البخاري عند تفسيرها : حدثنا الصلت بن محمد ، حدثنا مهدي بن ميمون ، حدثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " التقى آدم وموسى ، فقال موسى : أنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة ؟ فقال آدم : وأنت الذي اصطفاك الله برسالته واصطفاك لنفسه ، وأنزل عليك التوراة ؟ قال : نعم . قال : فوجدته قد كتب علي قبل أن يخلقني ؟ قال : نعم . فحج آدم موسى " أخرجاه .
القول في تأويل قوله تعالى : وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)
يقول تعالى ذكره: ( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ) أنعمت عليك يا موسى هذه النعم، ومننت عليك هذه المنن، اجتباء مني لك، واختيارا لرسالتي والبلاغ عني، والقيام بأمري ونهيي .
Quran Translation Sura Taa-Haa aya 41
And I produced you for Myself.