قال موسى: رب وسِّع لي صدري، وسَهِّل لي أمري، وأطلق لساني بفصيح المنطق؛ ليفهموا كلامي. واجعل لي معينا من أهلي، هارون أخي. قَوِّني به وشدَّ به ظهري، وأشركه معي في النبوة وتبليغ الرسالة؛ كي ننزهك بالتسبيح كثيرًا، ونذكرك كثيرا فنحمدك. إنك كنت بنا بصيرًا، لا يخفى عليك شيء من أفعالنا.
تفسير ابن كثير
إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا|||
وقوله"إنك كنت بنا بصيرا" أي في اصطفائك لنا وإعطائك إيانا النبوة وبعثتك لنا إلى عدوك فرعون فلك الحمد على ذلك.
تفسير ابن جرير الطبري
إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا|||
(إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا) يقول : إنك كنت ذا بصر بنا لا يخفى عليك من أفعالنا شيء .
وذُكر عن عبد الله بن أبي إسحاق أنه كان يقرأ: (أشْدُد بِهِ أزْرِي) بفتح الألف من أشدد (وأُشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) بضم الألف من أشركه، بمعنى الخبر من موسى عن نفسه، أنه يفعل ذلك، لا على وجه الدعاء، وإذا قرئ ذلك كذلك جزم أشدد وأشرك على الجزاء، أو جواب الدعاء، وذلك قراءة لا أرى القراءة بها، وإن كان لها وجه مفهوم، لخلافها قراءة الحجة التي لا يجوز خلافها.