وقوله : ( فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ) المراد بهذا الخطاب آحاد المكلفين ، أي : لا تتبعوا سبيل من كذب بالساعة ، وأقبل على ملاذه في دنياه ، وعصى مولاه ، واتبع هواه ، فمن وافقهم على ذلك فقد خاب وخسر ) فتردى ) أي : تهلك وتعطب قال الله تعالى : ( وما يغني عنه ماله إذا تردى ) [ الليل : 11 ] .
وقوله ( فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا ) يقول تعالى ذكره: فلا يردّنك يا موسى عن التأهُّب للساعة، من لا يؤمن بها، يعني: من لا يقرّ بقيام الساعة، ولا يصدّق بالبعث بعد الممات، ولا يرجو ثوابا، ولا يخاف عقابا. وقوله ( وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ) يقول: اتبع هوى نفسه، وخالف أمر الله ونهيه ( فَتَرْدَى) يقول: فتهلك إن أنت انصددت عن التأهب للساعة، وعن الإيمان بها، وبأن الله باعث الخلق لقيامها من قبورهم بعد فنائهم بصدّ من كفر بها، وكان بعضهم يزعم أن الهاء والألف من قوله ( فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا ) كناية عن ذكر الإيمان، قال: وإنما قيل عنها وهي كناية عن الإيمان كما قيل إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ يذهب إلى الفعلة، ولم يجر للإيمان ذكر في هذا الموضع، فيجعل ذلك من ذكره، وإنما جرى ذكر الساعة، فهو بأن يكون من ذكرها أولى.
Quran Translation Sura Taa-Haa aya 16
So do not let one avert you from it who does not believe in it and follows his desire, for you [then] would perish.