ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الصور ، فقال : " قرن ينفخ فيه " .
وقد جاء في حديث " الصور " من رواية أبي هريرة : أنه قرن عظيم ، الدارة منه بقدر السماوات والأرض ، ينفخ فيه إسرافيل ، عليه السلام . وجاء في الحديث : " كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن ، وحنى جبهته ، وانتظر أن يؤذن له " فقالوا : يا رسول الله ، كيف نقول؟ قال : " قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، على الله توكلنا " .
وقوله : ( ونحشر المجرمين يومئذ زرقا ) قيل : معناه زرق العيون من شدة ما هم فيه من الأهوال .
وقوله ( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ) يقول تعالى ذكره: وساء لهم يوم القيامة، يوم ينفخ في الصور، فقوله ( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ) ردًّا على يوم القيامة، وقد بيَّنا معنى النفخ في الصور، وذكرنا اختلاف المختلفين في معنى الصور، والصحيح في ذلك من القول عندي بشواهده المغنية عن إعادته في هذا الموضع قبل.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الأمصار ( يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ) بالياء وضمها على ما لم يسمّ فاعله، بمعنى: يوم يأمر الله إسرافيل فينفخ في الصور. وكان أبو عمرو بن العلاء يقرأ ذلك ( يَوْمَ نَنْفُخُ فِي الصُّورِ) بالنون بمعنى: يوم ننفخ نحن في الصور، كأن الذي دعاه إلى قراءة ذلك كذلك طلبه التوفيق بينه وبين قوله ( وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ ) إذ كان لا خلاف بين القرّاء في (نحشر) أنها بالنون.
قال أبو جعفر: والذي أختار في ذلك من القراءة (يوم ينفخ) بالياء على وجه ما لم يسمّ فاعله، لأن ذلك هو القراءة التي عليها قرّاء الأمصار وإن كان للذي قرأ أبو عمرو وجه غير فاسد.
وقوله ( وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا ) يقول تعالى ذكره: ونسوق أهل الكفر بالله يومئذ إلى موقف القيامة زرقا، فقيل: عنى بالزرق في هذا الموضع: ما يظهر في أعينهم من شدة العطش الذي يكون بهم عند الحشر لرأي العين من الزرق، وقيل: أريد بذلك أنهم يحشرون عميا، كالذي قال الله وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا .
Quran Translation Sura Taa-Haa aya 102
The Day the Horn will be blown. And We will gather the criminals, that Day, blue-eyed.