أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله
(للإنتقال إلى الصفحة الرئيسية للموسوعة الإسلامية اضغط هنا)



عودة إلى السورة

تفسير: أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا (سورة مريم الآية 78)

    القرآن الكريم تفسير سورة مريم الآية رقم 78.
    قال اللهُ تعالى: أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا [مريم: 78].


    التفاسير للآية 78 من سورة مريم


    التفسير الميسر


    أطَّلَع الغيب، فرأى أن له مالا وولدًا، أم له عند الله عهد بذلك؟


    تفسير ابن كثير


    أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا|||

    وقوله : ( أطلع الغيب ) : إنكار على هذا القائل ، ( لأوتين مالا وولدا ) يعني : يوم القيامة ، أي : أعلم ما له في الآخرة حتى تألى وحلف على ذلك ، ( أم اتخذ عند الرحمن عهدا ) : أم له عند الله عهد سيؤتيه ذلك ؟ وقد تقدم عند البخاري : أنه الموثق .

    وقال الضحاك ، عن ابن عباس : ( أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا ) قال : لا إله إلا الله ، فيرجو بها . وقال محمد بن كعب القرظي : ( أم اتخذ عند الرحمن عهدا ) قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، ثم قرأ : ( أم اتخذ عند الرحمن عهدا ) .




    تفسير ابن جرير الطبري


    أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا|||

    حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال خباب بن الأرت: كنت قينا بمكة، فكنت أعمل للعاص بن وائل، فاجتمعت لي عليه دراهم، فجئت لأتقاضاه ، فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، قال: قلت: لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث، قال: فإذا بُعثت كان لي مال وولد، قال: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنـزل الله تبارك وتعالى (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا) إِلَى وَيَأْتِينَا فَرْدًا .

    واختلفت القرّاء في قراءة قوله (وَوَلَدًا) فقرأته قرّاء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة: (وَوَلَدًا) بفتح الواو من الولد في كلّ القرآن، غير أن أبا عمرو بن العلاء خص التي في سورة نوح بالضمّ، فقرأها( مالُهُ وَوُلْدُهُ ) وأما عامَّةُ قرّاء الكوفة غير عاصم، فإنهم قرءوا من هذه السورة من قوله (مَالا وَوَلَدًا) إلى آخر السورة. واللتين في الزخرف، والتي في نوح، بالضمِّ وسكون اللام.

    وقد اختلف أهل العربية في معنى ذلك إذا ضمت واوه، فقال بعضهم: ضمها وفتحها واحد، وإنما هما لغتان، مثل قولهم العُدم والعَدم، والحزن والحَزَن. واستشهدوا لقيلهم ذلك بقول الشاعر:

    فَلَيْـتَ فُلانـا كـانَ فـي بَطْـنِ أُمِّـهِ

    وَلَيْــتَ فُلانــا كـانَ وُلْـدَ حِمـارِ (1)

    ويقول الحارث بن حِلِّزة:

    وَلَقَــــدْ رأيْــــتُ مَعاشِـــرًا

    قَـــدْ ثَمَّـــرُوا مــالا وَوُلْــدًا (2)

    وقول رُؤْبة:

    الحَـــمْدُ للــهِ العَزِيــزِ فَــرْدَا

    لَــمْ يَتَّخِـذْ مِـنْ وُلْـدِ شَـيْءٍ وُلْـدَا (3)

    وتقول العرب في مثلها: وُلْدُكِ مِنْ دَمَّى عَقِبَيْكِ، قال: وهذا كله واحد، بمعنى الولد.

    وقد ذُكر لي أن قيسا تجعل الوُلْد جمعا، والوَلد واحدا .

    ولعلّ الذين قرءوا ذلك بالضمّ فيما اختاروا فيه الضمّ، إنما قرءوه كذلك ليفرقوا بين الجمع والواحد.

    قال أبو جعفر: والذي هو أولى بالصواب من القول في ذلك عندي أن الفتح في الواو من الوَلد والضمّ فيها بمعنى واحد، وهما لغتان، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب، غير أن الفتح أشهر اللغتين فيها، فالقراءة به أعجبُ إليّ لذلك.

    وقوله ( أَطَّلَعَ الْغَيْبَ ) يقول عزّ ذكره: أعلم هذا القائل هذا القول علم الغيب، فعلم أن له في الآخرة مالا وولدا باطلاعه على علم ما غاب عنه ( أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ) يقول: أم آمن بالله وعمل بما أمر به، وانتهى عما نهاه عنه ، فكان له بذلك عند الله عهدا أن يؤتيه ما يقول من المال والولد.

    كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ) بعمل صالح قدّمه.

    -----------------------

    الهوامش :

    (1) البيت في ( اللسان : ولد ) ولم ينسبه . قال : الولد والولد واحد ، مثل العرب والعرب ، والعجم ، والعجم ونحو ذلك . وأنشد الفراء : " فليت فلانا . . . " البيت . فهذا واحد . قال : وقيس تجعل الولد جمعا ، والولد ( بالتحريك ) واحدا . ابن السكيت يقال في الولد : الولد ( بكسر أوله ) ولا ولد ( بضم أوله ) . قال : ويكون الولد ( بضم أوله ) واحدا وجمعا قال : وقد يكون الولد ( بالضم ) جمع الولد ، مثل أسد وأسد . ( وهذا قريب مما نقله المؤلف عن الفراء في معاني القرآن ) .

    (2) البيت للحارث بن حلزة اليشكري ، وهو من شواهد ( لسان العرب : ولد ) مثل الشاهد الذي قبله . واستشهد به الفراء أيضًا في معاني القرآن ( مصورة الجامعة رقم 24059 ص 195 ) ثم قال : والولد والولد : لغتان مثل ما قالوا : العدم والعدم .

    (3) البيتان لرؤبة بن العجاج ، وهما من مشطور الرجز ، و الفرد : المتفرد بالربوبية ، و بالأمر دون خلقه ، وهو الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا ثاني . والبيت ساقه المؤلف مع الشاهدين السابقين عليه . شواهد على أن الولد ، بضم الواو وسكون اللام ، بمعنى الولد ، بالتحريك . وأنه مفرد ، وقد يجيء بمعنى الجمع .




    English Saheeh International Translation


    Quran Translation Sura Maryam aya 78

    Has he looked into the unseen, or has he taken from the Most Merciful a promise?

    لتحميل المصحف القرآن الكريم بصيغة PDF اضغط هنا
    تحميل تفسير ابن كثير بصيغة PDF اضغط هنا
    تحميل تفسير ابن جرير الطبري بصيغة PDF اضغط هنا
    تحميل القرآن الكريم المصحف الوسط بصيغة PDF اضغط هنا
    تحميل التفسير الميسر طباعة مجمع الملك فهد بصيغة PDF اضغط هنا