أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله
(للإنتقال إلى الصفحة الرئيسية للموسوعة الإسلامية اضغط هنا)

(اختيار من أقسام الكتاب والفتاوى)

فصل الصدق أساس الحسنات وجماعها والكذب أساس السيئات ونظامها

    ج/ 20 ص -74-وقال‏:‏
    فصل
    الصدق أساس الحسنات وجماعها والكذب أساس السيئات ونظامها ويظهر ذلك من وجوه‏:‏
    أحدها‏:‏ أن الإنسان هو حي ناطق فالوصف المقوم له الفاصل له عن غيره من الدواب هو المنطق والمنطق قسمان‏:‏ خبر وإنشاء والخبر صحته بالصدق وفساده بالكذب فالكاذب أسوأ حالا من البهيمة العجماء والكلام الخبري هو المميز للإنسان وهو أصل الكلام الإنشائي فإنه مظهر العلم والإنشاء مظهر العمل والعلم متقدم على العمل وموجب له فالكاذب لم يكفه أنه سلب حقيقة الإنسان حتى قلبها إلى ضدها ولهذا قيل‏:‏ لا مروءة لكذوب ولا راحة لحسود ولا إخاء لملوك ولا سؤدد لبخيل فإن المروءة مصدر المرء كما أن الإنسانية مصدر الإنسان‏.‏
    الثاني‏:‏ أن الصفة المميزة بين النبي والمتنبئ هو الصدق والكذب

    ج/ 20 ص -75-فإن محمدا رسول الله الصادق الأمين ومسيلمة الكذاب قال الله تعالى‏:‏ ‏"فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ‏"‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 32، 33‏]‏‏.‏ الثالث‏:‏ أن الصفة الفارقة بين المؤمن والمنافق هو الصدق فإن أساس النفاق الذي بني عليه الكذب وعلى كل خلق يطبع المؤمن ليس الخيانة والكذب‏.‏ وفي الصحيحين عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ﷺ‏:‏ ‏"‏ثلاث من كن فيه كان منافقا إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان‏"‏‏.‏
    الرابع‏:‏ أن الصدق هو أصل البر والكذب أصل الفجور كما في الصحيحين عن النبي ﷺ أنه قال‏:‏
    ‏"‏عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا‏"‏‏.‏
    الخامس‏:‏ أن الصادق تنزل عليه الملائكة والكاذب تنزل عليه الشياطين كما قال تعالى‏:‏
    ‏"هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ‏"‏[‏الشعراء‏:‏ 221‏:‏ 223‏]‏‏.‏

    ج/ 20 ص -76-السادس‏:‏ أن الفارق بين الصديقين والشهداء والصالحين وبين المتشبه بهم من المرائين والمسمعين والمبلسين هو الصدق والكذب‏.‏
    السابع‏:‏ أنه مقرون بالإخلاص الذي هو أصل الدين في الكتاب وكلام العلماء والمشايخ قال الله تعالى
    ‏"فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ‏"‏[‏الحج‏:‏ 30، 31‏]‏‏;‏ ولهذا قال ﷺ‏:‏ ‏"‏عدلت شهادة الزور الإشراك بالله مرتين وقرأ هذه الآية وقال‏:‏ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال‏:‏ ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت‏"‏‏.‏
    الثامن‏:‏ أنه ركن الشهادة الخاصة عند الحكام التي هي قوام الحكم والقضاء والشهادة العامة في جميع الأمور والشهادة خاصة هذه الأمة التي ميزت بها في قوله‏:‏ ‏
    "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ‏"‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 143‏]‏ وركن الإقرار الذي هو شهادة المرء على نفسه وركن الأحاديث والأخبار التي بها يقوم الإسلام، بل هي ركن النبوة والرسالة التي هي واسطة بين الله وبين خلقه وركن الفتيا التي

    ج/ 20 ص -77-هي إخبار المفتي بحكم الله‏.‏ وركن المعاملات التي تتضمن أخبار كل واحد من المتعاملين للآخر بما في سلعته وركن الرؤيا التي قيل فيها‏:‏ أصدقهم رؤيا أصدقهم كلاما والتي يؤتمن فيها الرجل على ما رأى‏.‏
    التاسع‏:‏ أن الصدق والكذب هو المميز بين المؤمن والمنافق كما جاء في الأثر‏:‏ أساس النفاق الذي بني عليه الكذب‏.‏ وفي الصحيحين عن أنس عن النبي ﷺ أنه قال‏:‏ ‏
    "‏آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان‏"‏ وفي حديث آخر‏:‏ ‏"‏على كل خلق يطبع المؤمن ليس الخيانة والكذب‏"‏ ووصف الله المنافقين في القرآن بالكذب في مواضع متعددة ومعلوم أن المؤمنين هم أهل الجنة وأن المنافقين هم أهل النار في الدرك الأسفل من النار‏.‏ العاشر‏:‏ أن المشايخ العارفين اتفقوا على أن أساس الطريق إلى الله هو الصدق والإخلاص كما جمع الله بينهما في قوله‏:‏ ‏"وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ‏"‏[‏الحج‏:‏ 30، 31‏]‏ ونصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة دال على ذلك في مواضع كقوله تعالى ‏"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ‏"‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 119‏]‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏"فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ‏"‏[‏الزمر‏:‏ 32، 33‏]

    ج/ 20 ص -78-وقال تعالى لما بين الفرق بين النبي والكاهن والساحر‏:‏ ‏"وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ‏"‏ ‏[‏الشعراء‏:‏ 192‏:‏ 196‏]‏ إلى قوله‏:‏ ‏"هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ‏"‏[‏الشعراء‏:‏ 221‏:‏ 223‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ‏"‏ ‏[‏الأنعام‏:‏ 93‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا‏"‏ ‏[‏النساء‏:‏ 135‏]‏‏.‏

    ج/ 20 ص -79-وقال ‏:‏
    فصل

    قد كتبت في غير موضع أن الحسنات كلها عدل والسيئات كلها ظلم وأن الله إنما أنزل الكتب وأرسل الرسل، ليقوم الناس بالقسط‏.‏ وقد ذكرت أن القسط والظلم نوعان‏:‏ نوع في حق الله تعالى كالتوحيد فإنه رأس العدل والشرك رأس الظلم ونوع في حق العباد، إما مع حق الله كقتل النفس أو مفردا كالدين الذي ثبت برضا صاحبه‏.‏ ثم إن الظلم في حق العباد نوعان‏:‏ نوع يحصل بغير رضا صاحبه كقتل نفسه وأخذ ماله وانتهاك عرضه ونوع يكون برضا صاحبه وهو ظلم كمعاملة الربا والميسر فإن ذلك حرام لما فيه من أكل مال غيره بالباطل وأكل المال بالباطل ظلم، ولو رضي به صاحبه لم يبح ولم يخرج عن أن يكون ظلما فليس كل ما طابت به نفس صاحبه يخرج عن الظلم وليس كل ما كرهه باذله يكون ظلما بل القسمة رباعية‏:‏

    ج/ 20 ص -80-أحدها‏:‏ ما نهى عنه الشارع وكرهه المظلوم‏.‏
    الثاني‏:‏ ما نهى عنه الشارع وإن لم يكرهه المظلوم كالزنا والميسر‏.‏ والثالث‏:‏ ما كرهه صاحبه ولكن الشارع رخص فيه فهذا ليس بظلم‏.‏ والرابع‏:‏ ما لم يكرهه صاحبه ولا الشارع، وإنما نهى الشارع عن ما يرضى به صاحبه إذا كان ظلما، لأن الإنسان جاهل بمصلحته فقد يرضى ما لا يعرف أن عليه فيه ضررا ويكون عليه فيه ضرر غير مستحق، ولهذا إذا انكشف له حقيقة الحال لم يرض، ولهذا قال طاوس ما اجتمع رجلان على غير ذات الله إلا تفرقا عن تقال فالزاني بامرأة أو غلام إن كان استكرهها فهذا ظلم وفاحشة وإن كانت طاوعته فهذا فاحشة وفيه ظلم أيضا للآخر، لأنه بموافقته أعان الآخر على مضرة نفسه لا سيما إن كان أحدهما هو الذي دعا الآخر إلى الفاحشة فإنه قد سعى في ظلمه وإضراره بل لو أمره بالمعصية التي لا حظ له فيها لكان ظالما له، ولهذا يحمل من أوزار الذي يضله بغير علم فكيف إذا سعى في أن ينال غرضه منه مع إضراره‏.‏

    ج/ 20 ص -81-ولهذا يكون دعاء الغلام إلى الفجور به أعظم ظلما من دعاء المرأة لأن المرأة لها هوى فيكون من باب المعاوضة كل منهما نال غرضه الذي هو من جنس غرض الآخر فيسقط هذا بهذا ويبقى حق الله عليهما، فلهذا‏:‏ ليس في الزنا المحض ظلم الغير إلا أن يفسد فراشا أو نسبا أو نحو ذلك‏.‏ وأما المتلوط فإن الغلام لا غرض له فيه إلا برغبة أو برهبة والرغبة والمال من جنس الحاجات المباحة فإذا طلب منه الفجور قد يبذله له فهذا إذا رضي الآن به من جنس ظلم المؤتي لحاجته إلى المال، لكن هذا الظلم في نفسه وحرمته فهو أشد وكذلك استئجاره على الأفعال المحرمة كالكهانة والسحر وغير ذلك كلها ظلم له، وإن كانت برضاه وإن كان الآخر قد ظلم الآخر أيضا بما أفسد عليه من دينه حيث وافقه على الذنب، لكن أحد نوعي الظلم من غير جنس الآخر وهذا باب ينبغي التفطن له فأكثر الذنوب مشتملة على ظلم الغير وجميعها مشتملة على ظلم النفس ‏.‏

    ج/ 20 ص -82-وقال ‏:‏
    فصل في العدل القولي والصدق

    ذكرت في مواضع شيئا من الصدق والعدل وموقعهما من الكتاب والسنة ومصالح الدنيا والآخرة وذكرت أيضا في مواضع أن عامة السيئات يدخل في الظلم وأن الحسنات غالبها عدل وأن القسط هو المقصود بإرسال الرسل وإنزال الكتب والقسط والعدل هو التسوية بين الشيئين فإن كان بين متماثلين، كان هو العدل الواجب المحمود وإن كان بين الشيء وخلافه كان من باب قوله‏:‏ ‏
    "ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ‏"‏[‏الأنعام‏:‏ 1‏]‏ كما قالوا‏:‏ ‏"تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ‏"‏ ‏[‏الشعراء‏:‏ 97، 98‏]‏ فهذا العدل والتسوية والتمثيل والإشراك هو الظلم العظيم‏.‏ وإذا عرف أن مادة العدل والتسوية والتمثيل والقياس‏.‏ والاعتبار والتشريك والتشبيه والتنظير من جنس واحد فيستدل بهذه الأسماء على القياس الصحيح العقلي والشرعي ويؤخذ من ذلك تعبير الرؤيا فإن مداره على القياس والاعتبار والمشابهة التي بين الرؤيا

    ج/ 20 ص -83-وتأويلها‏.‏ ويؤخذ من ذلك ما في الأسماء واللغات من الاستعارة والتشبيه إما في وضع اللفظ بحيث يصير حقيقة في الاستعمال وإما في الاستعمال فقط مع القرينة إذا كانت الحقيقة أحرى فإن مسميات الأسماء المتشابهة متشابهة‏.‏ ويؤخذ من ذلك ضرب الأمثال للتصور تارة وللتصديق أخرى‏.‏ وهي نافعة جدا وذلك أن إدراك النفس لعين الحقائق قليل وما لم يدركه فإنما يعرفه بالقياس على ما عرفته فإذا كان هذا في المعرفة ففي التعريف ومخاطبة الناس أولى وأحرى‏.‏ ثم التماثل والتعادل، يكون بين الوجودين الخارجين وبين الوجودين العلميين الذهنيين وبين الوجود الخارجي والذهني‏.‏ فالأول يقال‏:‏ هذا مثل هذا والثاني يقال فيه، مثل هذا كمثل هذا والثالث يقال فيه‏:‏ هذا كمثل هذا‏.‏ فالمثل إما أن يذكر مرة أو مرتين أو ثلاث مرات إذا كان التمثيل بالحقيقة الخارجية كما في قوله‏:‏ ‏"مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً‏"‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 17‏]‏ فهذا باب المثل وأما باب العدل فقد قال تعالى‏:‏ ‏"وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى‏"‏[‏الأنعام‏:‏ 152‏]‏ وقال تعالى‏:‏ ‏"كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ‏"‏[‏النساء‏:‏ 135‏]‏ الآية وقال‏:‏"كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ‏"‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 8‏]‏ وقال‏:‏ ‏"شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ‏"‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 106‏]‏ ‏"وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ‏"‏[‏الطلاق‏:‏ 2‏]‏ فهذا العدل والقسط في هذه المواضع هو الصدق

    ج/ 20 ص -84-المبين وضده الكذب والكتمان‏.‏
    وذلك أن العدل هو الذي يخبر بالأمر على ما هو عليه لا يزيد فيكون كاذبا ولا ينقص فيكون كاتما والخبر مطابق للمخبر كما تطابق الصورة العلمية والذهنية للحقيقة الخارجية ويطابق اللفظ للعلم ويطابق الرسم للفظ‏.‏ فإذا كان العلم يعدل المعلوم لا يزيد ولا ينقص والقول يعدل العلم لا يزيد ولا ينقص والرسم يعدل القول‏:‏ كان ذلك عدلا والقائم به قائم بالقسط وشاهد بالقسط وصاحبه ذو عدل‏.‏ ومن زاد فهو كاذب ومن نقص فهو كاتم ثم قد يكون عمدا وقد يكون خطأ فتدبر هذا فإنه عظيم نافع جدا ‏.‏


    تحميل كتاب مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية بصيغة PDF
    تحميل كتاب مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية بصيغة XML