أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله
(للإنتقال إلى الصفحة الرئيسية للموسوعة الإسلامية اضغط هنا)

(اختيار من أقسام الكتاب والفتاوى)

تفسير سورة ق

    ج/ 16 ص -46-سورة ق
    سُئل رحمه الله عن قوله‏:
    ‏ ‏"يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ‏"‏ [‏ق‏:‏ 30‏]‏، ما المزيد ‏؟‏
    فأجاب‏:‏
    قد قيل‏:‏ إنها تقول‏:‏
    ‏"هَلْ مِن مَّزِيدٍ‏"‏ أي‏:‏ ليس في مُحْتَمَلٌ للزيادة‏.‏ والصحيح‏:‏ أنها تقول‏:‏ ‏"هّلً مٌن مَّزٌيد ‏"‏ على سبيل الطلب، أي‏:‏ هل من زيادة تزاد في‏؟‏ والمزيد ما يزيده الله فيها من الجن والإنس، كما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال‏:‏ ‏"‏لا تزال جهنم يلقْي فيها وتقول‏:‏ هل من مزيد‏؟‏ حتي يضع رب العزة فيها قدمه‏"‏‏.‏ ويروي‏:‏ ‏"‏عليها قدمه فَينزوِي بعضها إلى بعض وتقول‏:‏ قط قط‏"‏‏.‏
    فإذا قالت‏:‏ حسبي حسبي، كانت قد اكتفت بما أُلْقِي فيها، ولم تقل بعد ذلك‏:‏ هل من مزيد، بل تمتلئ بما فيها لانزواء بعضها إلى بعض، فإن الله يضَيقُها على من فيها لسعتها، فإنه قد وعدها ليملأنها

    ج/ 16 ص -47- من الجِنَّة والناس أجمعين، وهي واسعة فلا تمتلئ حتي يضيقها على من فيها‏.‏
    قال‏:‏ ‏"‏وأما الجنة‏:‏ فإن الله ينشئ لها خلقًا فيدخلهم الجنة‏"‏‏.‏ فبين أن الجنة لا يضيقها سبحانه بل ينشئ لها خلقًا فيدخلهم الجنة؛ لأن الله يدخل الجنة من لم يعمل خيرًا؛ لأن ذلك من باب الإحسان‏.‏ وأما العذاب بالنار‏:‏ فلا يكون إلا لمن عصي، فلا يعذب أحدًا بغير ذنب‏.‏ والله أعلم ‏.‏


    تحميل كتاب مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية بصيغة PDF
    تحميل كتاب مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية بصيغة XML