ج/ 15 ص -229- سورة الكهف
فَصْل
حديث علي رضي الله عنه المخرج في الصحيحين لما طرقه رسول الله ﷺ وفاطمة وهما نائمان، فقال: "ألا تصليان؟"، فقال علي: يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يمسكها، وإن شاء أن يرسلها فولي النبي ﷺ وهو يضرب بيده علي فخذه، ويعيد القول، ويقول: "وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا"[الكهف: 54]
هذا الحديث نص في ذم من عارض الأمر بالقدر؛ فإن قوله: إنما أنفسنا بيد الله إلي آخره، استناد إلي القدر في ترك امتثال الأمر، وهي في نفسها كلمة حق، لكن لا تصلح لمعارضة الأمر، بل معارضة الأمر بها من باب الجدل المذموم الذي قال الله فيه: "وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا"، وهؤلاء أحد أقسام القدرية وقد صنفتهم في غير هذا الموضع فالمجادلة الباطلة [بياض بالأصل]